اغلاق

دار الافتاء والبحوث الإسلامية : أجر الصلاة في بيوتكم مثل أجر وثواب صلاة الجمعة في المسجد

WAZCAM, تم النشر 2020/03/20 11:15

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه بإحسان الى يوم الدين وبعد ،

متابعة للمستجدات الطارئة المتعلقة بتفشي وباء " فيروس الكورونا" ، والتي كان آخرها فرض القيود على حركة الناس في البلاد اعتبارا من هذا اليوم ، فإننا نؤكد ما ذكرناه سابقا في البيانين الثاني والثالث ، أن تعليق صلاة الجماعة والجمعة بسبب هذه النازلة الكبيرة والبلاء العظيم ، أسلم للنفوس وأقرب إلى روح الشريعة الإسلامية .

أيها المؤمنون:

           يا من تعلقت قلوبكم بالمساجد، ويا من تسعون الى ذكر الله كل جمعة، ويا من تحبسون دموعكم وتتحسرون على عدم حضور الجمعة والجماعة هذا اليوم، نطمئنكم، أنكم تُؤجرون على نياتكم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا مرض العبد أو سافر كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ مقيما صحيحا " رواه البخاري . وهذا من عظيم فضل الله على عباده، وفضل العمل في حالة الإقامة والصحة، فمن كان من عادته أن يعمل عملا صالحا حال صحته ثم مرض فلم يقدر على الإتيان بهذا العمل ، فإنه يُكتب له الأجر كاملا كما لو عمله في صحته ، وكذلك إذا كان المانع السفر أو أي عذر مشروع . وعليه، فمن التزم بيته اليوم بسبب القيود المفروضة ، ومنعا لتفشي الوباء ، وحرصا على سلامة النفس ونفوس الآخرين ، ولم يحضر الجمعة والجماعة ، فإنه يُؤجر على نيته ، ويُكتب له أجر الجمعة والجماعة كما لو أداها في المسجد . ليس سهلا على من اعتاد تلبية النداء أن يبقى في بيته مكرها، أجل، يعزّ علينا أن لا نحضر الجمعة ولكنّ حفظ النفس أعزّ ، ويصعب علينا عدم حضور الجماعة ولكنّ تفشي الوباء أصعب ، ونتحسّر على عدم تلبية النداء ولكنّ التّسبب بوفاة أحد الناس ، يجعل الحسرة أعظم وأكبر .

           أيها المؤمنون، اعلموا أن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس، وفيه ساعة ما وافقها عبد سأل الله تعالى خيرا إلا أعطاه، فأكثروا من الدعاء والاستغفار والأوراد وتلاوة القرآن ، حتى يذكرنا الله كما وعدنا " فاذكروني أذكركم" ، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تكشف عنا الضر والسوء والبلاء والوباء ، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ، اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر ، والطف بنا فيما جرت فيه المقادير ، فإنك على كل شيء قدير .

 

           نؤكد مرة أخرى على وجوب الانصياع للتعليمات والإرشادات والتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة والجهات الرسمية ذات الصلة، وتؤكد دار الإفتاء أن مخالفة هذه التعليمات يترتب عليها مفاسد عظيمة، أبرزها التسبب بتفشي الوباء وإزهاق الأرواح، وهذا يتناقض مع مقاصد الشريعة الداعية إلى حفظ النفس.

           : تؤكد دار الإفتاء أنها في حالة انعقاد دائم تحسبا لحدوث أي طارئ، وستوافي جمهورنا الكريم بالبيانات تباعا، وفقا للمستجدات الطارئة في النازلة والبليّة التي عمت الدنيا كلها.

heightقد يهمك ايضا