اغلاق

ما هو الحكم الشرعي فيما يُعرف ب " كذبة نيسان" ؟

WAZCAM, تم النشر 2020/04/01 14:19

البيان الشرعي (١٠)

دار الإفتاء والبحوث الإسلامية :

كذبة نيسان حرام شرعا 

————————————

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه باحسان إلى يوم الدين وبعد، 

 

تكثر الأسئلة المرتبطة بالمواسم والأيام والمناسبات، ومن هذه الأسئلة: ما هو الحكم الشرعي فيما يُعرف ب " كذبة نيسان" ؟ والتي تعارف عليها كثير من الناس في الأول من شهر نيسان كل عام ميلادي.

 

نقول وبالله التوفيق: 

دعا الإسلام إلى الصدق ورغّب فيه لأنه طريق النّجاة في الدنيا والآخرة، وحذّر من الكذب وعواقبه لأنه طريق الهلاك في الدنيا والآخرة، قال جل جلاله: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" وقال سبحانه: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون"، واحاديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، في بيان فضل الصدق والصادقين مستفيضة، حيث ورد عَنْ أَبِي أُمَامَةَأنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ».

 

  وحذر الإسلام من عواقب الكذب والكاذبين ولو كان الكذب على سبيل المزاح، كما وحذر من نقل الإشاعات وتداولها وبالذات في وقت الأزمات، لما للإشاعات من آثار خطيرة وجسيمة على الدين والناس والمجتمع.

 

إن العصر الذي نحياه الآن هو عصر انتشار "فيروس الكورونا"، والذي تتفشى فيه الإشاعات الكاذبة كتفشي الكورونا بل أشد، وقد يكون الكذب المشتهر في سلوك الكثير من الناس، هذه الأيام وهذا اليوم خاصة، كارثيا وقاتلا، ذلك لأن كثيرا من الناس يصابون بصدمات نفسية إذا وصلتهم "كذبة نيسان" ولو مزاحا، وعليه فإن دار الإفتاء تؤكد حرمة الكذب بكل ألوانه وأصنافه سواء كان الكذب صراحة أو الكذب المدبلج من خلال تركيب الأفلام أو الترجمة الكاذبة المضللة أو الكذب من خلال بوست أو تغريدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

 

    وقد حذر الشارع أشد التحذير من نقل الشخص لكل ما يسمعه، فعن حفص بن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم في المقدمة.

 

   إن الترويج لهذا السلوك السلبي حرام شرعا على من يبتدعه ابتداءً، وحرام أيضا على ناقل وناشر ومروج الإشاعة والكذب، كلهم يتحمل وزر ما يترتب عليه من آثار وأضرار على مستوى الأفراد والمجتمع .

 

والله نسأل أن يفرج عنا كربنا ويجعلنا من الصادقين لأن المؤمن لا يكذب.

والله الحق ويقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.

 

باحترام:

دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48)

 

للتواصل :

الشيخ رائد بدير - 0522226721

الشيخ د. أحمد قعدان -0507655916

الشيخ د. محمد سلامة -0523701424

 الأربعاء    8 شعبان 1441 هـ

               1  نيسان  2020 م

 

heightقد يهمك ايضا