اغلاق
اغلاق

قوارب الموت اللبنانية: هربًا من الجوع عبر البحر الى أوروبا!

WAZCAM, تم النشر 2020/09/19 11:20

على وقع الأزمة الاقتصادية فقد اللبنانيون قدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع جنوني للأسعار، وفاقم انشار فيروس كورونا المستجد الوضع وازداد الطين بلّة! فوقع الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت! ليحطم ما تبقى من امل!!

 

على وقع الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخ لبنان، تكررت مؤخراً محاولات الهجرة غير الشرعية، حيث اعترضت السلطات القبرصية واللبنانية خمسة قوارب، وأقلّت وفق الجانب القبرصي أكثر من 150 مهاجراً سوريا ولبنانياً، بينهم نساء وأطفال، هروبًا من الفقر المدقع الذي يعيشه الكثير من اللبنانيين. ما دفع عدد كبير من الشباب لمحاولة البحث عن فرص أفضل في الخارج وركوب قوارب الموت، ولسان حالهم يقول "الموت في البحر، أفضل من الموت جوعا".

على وقع الأزمة الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة، فقد السكان قدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع جنوني في أسعار السلع على أنواعها، وخسر عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من مصادر دخلهم. وفاقم انشار فيروس كورونا المستجد ثم الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي الوضع الاقتصادي سوءاً.

وعثرت قوة من اليونيفيل، الإثنين على قارب وكان على متنه 36 شخصاً، وآخر متوف في المياه الدولية قبالة الشواطئ اللبنانية، وتوزّع الركاب بين 25 سورياً، وثمانية لبنانيين وثلاثة من جنسيات أخرى، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويروي أحد الناجين من الموت ما حدث قائلا: " إن القارب انطلق من شاطئ المنية في 7 سبتمبر بعدما دفع كل راكب مبلغ خمسة ملايين ليرة "لأحد المهربين" الذي وصفه بأنه "من تجار البشر".

وأضاف أنّ المهرّب "منعهم من حمل أمتعتهم التي تحتوي على الماء والطعام وحليب الأطفال، وطلب منهم وضعها في مركب ثانٍ لثقل الحمولة على أن يلتقوا سوياً في إحدى الجزر، لكنه اختفى عنهم".

وبقي الركاب، وفق قوله، "عالقين في البحر من دون مرشد وانقطع التواصل معهم لأيام إلى أن عثرت عليهم اليونيفل".

لم يكن هذا القارب الأول الذي يغادر شواطئ الشمال اللبناني باتجاه قبرص خلال الأسابيع الماضية، ورغم أن الرحلة محفوفة بالمخاطر لكن كثراً يفضلون قوارب الموت هذه على العوز.

وسادت حالة من الغضب سادت شوارع طرابلس أمس، مع تشييع الشاب محمد الحصني، الذي وُجدت جثته في البحر، بعد محاولته الهرب في أحد قوارب الموت التي باتت تنطلق من شواطئ الشمال، باتجاه قبرص وأوروبا.

محمد واحد من عشرات اللبنانيين الذين باتوا يفضلون ركوب هذه القوارب هرباً من الجوع، معرّضين حياتهم وحياة أطفالهم للخطر أحياناً كثيرة للموت، حيث يصبحون ضحايا مهربين يحصلون منهم على ما تبقى لهم من مال مقابل وعد بإيصالهم إلى شواطئ أوروبا.

أم تروي كيف دفنت ابنها في البحر!

وقد يكون محمد محظوظاً لأنه تم العثور على جثته، فيما لا يزال ما يقارب عشرة أشخاص، كانوا على القارب نفسه في عداد المفقودين. وتقول زينب القاق (34 عاماً) التي كانت على متن قارب الموت، مع زوجها وأربعة أطفال، إن المركب توقف وفرغ من الوقود، وانقطع اتصالهم بالعالم وهم في عرض البحر، يهلكون واحدهم بعد الآخر. وروت لـ«الشرق الأوسط» كيف اضطرت لدفن جثة طفلها الرضيع في البحر وتحكي وهي تجهش بالبكاء أن طفلها فارق الحياة بعد ثلاثة أيام ولحقه طفل ابن خالها.

وقالت القاق "أقنعني من كانوا معنا أن نربط جثتي الطفلين معاً بحبل وسيبقيان معنا إلى أن نبلغ شط الأمان. لم يكن أمامي من خيار آخر. كنت أراقبه ينتفخ ولا أصدق ما أرى". وأضافت، فهمنا أننا جميعنا ذاهبون إلى الهلاك. وأضافت: رضيت أن أفك الحبل لأنني ميتة أيضاً وسألحق بابني ولا أريد أن أراه مشوهاً. هكذا دفنته في البحر.

 

heightقد يهمك ايضا