اغلاق

دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة في الدّاخل الفلسطينيّ (48) - البيان الشّرعيّ رقم (47)

Wazcam, تم النشر 2023/02/09 10:52

دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة في الدّاخل الفلسطينيّ (48)

 

البيان الشّرعيّ رقم (47)

 

صلاة الغائب على أرواح شهداء الزّلزال المدمّر بعد صلاة فرض الجمعة مباشرة

• ندعو أئمّة المساجد لأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء الزّلزال في سوريا وتركيا، وذلك يوم غد بعد صلاة فرض الجمعة مباشرة.

• نحثّ النّاس على التّبرع بسخاء لإغاثة المنكوبين والمتضرّرين جرّاء الزّلزال المدمّر في سوريا وتركيا، والصّدقة على الموسرين باتت في حكم الفريضة.

• التّضرّع إلى الله سبحانه وتعالى برفع البلاء والغمّة وشفاء الجرحى واللّطف بالمتضرّرين.

• الاستغفار والتّوبة إلى الله سبحانه وتعالى من أهمّ أسباب جلب المصالح ودفع المفاسد.

 

----------------

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على سيّدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه واتّبع هداه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛

 

أوّلًا: تدعو دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة أئمّة المساجد لصلاة الغائب يوم غد بعد صلاة فرض الجمعة مباشرة. وصلاة الغائب هي صلاة الجنازة نفسها التي تصلّى على مَن مات من المسلمين ببلد آخر، حيث يصطفّ المصلّون صفوفًا خلف الإمام كما هو الحال في صلاة الجنازة، فيكبّر بهم تكبيرات صلاة الجنازة الأربع، ويقرأ بعد التّكبيرة الأولى سورة الفاتحة، ثمّ بعد التّكبيرة الثّانية الصّلاة الإبراهيميّة، ثمّ بعد التّكبيرة الثّالثة الدّعاء للميّت بما هو مسنون، ثمّ السّلام بعد التّكبيرة الرّابعة. وصلّاها رسول الله ﷺ على ملكِ الحبشة النّجاشيّ- رضي الله عنه- بعد أن وصله خبر وفاته في أرض الحبشة، ورجح عند دار الإفتاء ثبوتها.

 

ثانيًا: إنّ التّبرّع للإخوة في تركيا وسوريا لم يعد مستحبًّا على الميسرين، بل فريضةً شرعيّة. فممّا ثبت عندنا بعد استقراء الشّريعة الإسلاميّة أنّ الظّروف لها أثر في الحكم التّكليفيّ. وقد سنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنّة النّظر عند الظّرف في إعادة توصيف الأحكام نتيجة الظّرف، كما فعل في لحوم الأضاحي لأجل الدّافّة. ونحن نسير على هديه في النّظر في الظّروف وأثرها على الحكم التّكليفيّ، فالصّدقة مندوبة، والتّبرّع مستحبّ، والنّاظر في الظّرف الّذي نزل بالإخوة في تركيا وسوريا يدرك على وجه اليقين أنّ الزّلزال المدمّر الذي ترك آلاف القتلى وآلاف الجرحى ومئات العائلات تحت الأنقاض، وهدَمَ آلاف البيوت، وتسبّب بتدمير الحاجات الأساسيّة لحفظ النّفس من المسكن والمأوى والمأكل والكسوة والدّواء وغيرها، كلّ هذا يجعل من التّبرّع فريضةً شرعيّة على من ملك النّصاب، إذا لم يكن عليه دَيْن يستوعب ما عنده من مال، فلا يبقى حكم التّبرّع على وجه النّدب، بل ينتقل فورًا إلى الوجوب على كلّ من ملك النّصاب. ولا يحسب هذا الحقّ من الزّكاة، بل هو حقّ إلى جانب حقّ الزّكاة.

 

ثالثًا: ندعو الأئمّة للدّعاء والتّضرّع إلى الله سبحانه وتعالى برفع البلاء والغمّة وشفاء الجرحى واللّطف بالمتضرّرين جرّاء هذا الزّلزال المدمّر، فالصّحيح المشهور عند العلماء والفقهاء أنّه إذا نزلت نازلة، كعدوّ وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر بالمسلمين ونحو ذلك، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبات، ويسمى "دعاء قنوت النّوازل". وتدعو دار الإفتاء الأئمّة على وجه الخصوص والمسلمين على وجه العموم للدّعاء عقب الصّلوات وفي مواطن استجابة الدعاء.

 

رابعًا: إنّ في الاستغفار والتّوبة إلى الله سبحانه وتعالى جلبَ مصلحة ودفعَ مفسدة، فالمصلحة في قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)} (سورة نوح). وقوله تعالى: {لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)} (سورة النمل). وأمّا دفع المفسدة، ففي قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} (سورة الأنفال). وما أحوج الأمّة الإسلاميّة إلى التّوبة والعودة إلى الله سبحانه تعالى في زماننا.

 

(ملاحظة: كل ما يصدر عن دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة موجّه لفلسطينيّي الداخل 1948 فقط).

 

للتّواصل والاستفسار:

الشيخ د. محمد بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية 0525820522

 

الخميس 9/2/2023 م الموافق 18 رجب 1444 هـ

heightقد يهمك ايضا