اغلاق

عندما يكون الوضع قمامة: نفاياتنا تُفاقم من أزمة المناخ

Wazcam, تم النشر 2024/05/26 18:02

على شرف يوم البيئة العالمي، بضع كلمات عن القمامة: إن كمية النفايات التي ننتجها، تؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ... هذه حقيقة. وعندما نرمي بوجه البيئة، فإننا نؤذي أنفسنا وكوكب الأرض بأسره.

 

بقلم: جيدعون باخار، زاڨيت

أتذكر نفسي كطفل صغير، في سنوات السبعينيّات، أجمع القمامة خلال الرحلات السنوية. منذ ذاك الحين، فهمت أن وضعًا تتّسخ فيه الطبيعة بالزجاجات، والأكياس، وغيرها من النفايات، هو وضع إشكالي جدًا.

مع مرور السنوات، وكلما تعاملت أكثر في القضايا البيئية، بحكم وظيفتي في وزارة الخارجية، كمبعوث خاص لتغيّر المناخ والاستدامة، كلما زاد إدراكي، أن الكميات الكبيرة من النفايات التي ننتجها، لها عواقب وخيمة للغاية. حين يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي، (الخامس من حزيران)، هي فرصة جيدة للحديث عن العلاقة بين نفاياتنا وأزمة المناخ.

 

لا يوجد شيء اسمه قمامة طبيعية

لنبدأ بحقيقة قد تبدو مفاجئة، وهي انه في الطبيعة، لا وجود لمصطلح "قمامة"؛ ففي المساحات الطبيعية، تُعتبر جميع النفايات جزءًا من دورة الحياة، وتخدم الأحياء والنباتات. على سبيل المثال، فضلات الحيوانات المختلفة تغذي التربة، الأعشاب الشتوية الذابلة، تعود إلى التربة التي أتت منها، وهكذا... لذلك، فإن مصطلحي "النفايات" و "القمامة"، هما اختراعات بشرية. انها منتجات مرافِقة لأسلوب حياتنا، ولإنتاجنا الصناعي، ولثقافة الاستهلاك التي نتّبعها.

 

البيانات حول هذا الموضوع ليست مشجعة على الإطلاق، ففي عام 2020، أنتجنا حوالي 2.24 مليار طن من القمامة، ووفقًا للتوقعات، ستتضاعف هذه الكمية تقريبا، بحلول عام 2050. هذا الوضع له تأثير واسع النطاق على أزمة المناخ. فغازات الدفيئة، وخاصة الميثان- التي تزيد مساهمتها في تفاقم أزمة المناخ، 28 مرة عن غازات الدفيئة الأكثر شيوعًا، ثاني أكسيد الكربون، (على امتداد أكثر من 100 عام من المكوث في الغلاف الجوي) - تنبعث من مدافن النفايات، وتزيد من تأثير الاحتباس الحراري. ما مدى خطورة الوضع؟ النفايات هي المسبّب لحوالي %20 من انبعاثات الميثان في العالم.

بالإضافة إلى ذلك، كميات هائلة من البلاستيك، التي تتسرب يوميًا إلى البحار والمحيطات، تتحلّل الى مواد بلاستيكية دقيقة (ميكرو-بلاستيك)، ومواد بلاستيكية نانوية (نانو-بلاستيك)، تُقلل من قدرة العوالق على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تفاقِم أزمة المناخ. تشير الدراسات، إلى أن الكثير من الحيوانات البحرية، تحتوي بالفعل على البلاستيك.

حتى الآن، تراكمت حوالي 7.4 مليار طن من النفايات البلاستيكية في جميع أنحاء العالم، وفي حالة عدم وجود تغيير في المسار، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 40 مليار طن، بحلول عام 2050. علاوةً على ذلك، تتسبّب هذه المادة المدمرة، حاليًا، ب-%6 من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وبحلول عام 2050، سوف يتضاعف هذا الرقم وأكثر من ذلك. ماذا نفعل حيال ذلك؟ يبلغ معدل إعادة تدوير البلاستيك العالمي %16-10، وحوالي ثلث البلاستيك المنتج في جميع أنحاء العالم مخصص للاستخدامات لمرة واحدة. وبعبارة أخرى: نحن نفعل القليل جدًا.

ما هو وضعنا في هذه الغابة من النفايات؟ ينتج الإسرائيلي العادي،1.7 كيلوغرام من النفايات كل يوم ، وهو رقم يضعنا في قمة منتجي النفايات للفرد في العالم. وبالطبع، نصطدم بالعواقب على جوانب الطرق، والجداول، والمساحات المفتوحة، كما كنت أرى كطفل صغير، وكما يرى جميعنا حتى يومنا هذا.

 

المستقبل في سلة المهملات؟ تفاءلوا

إذن ما الذي يمكن عمله؟ على المستويين الدولي والوطني، يجب أن ننتقل إلى اقتصاد دائري، نستهلك من خلاله، أقل قدر ممكن من الموارد البيئية، وبالتالي، يكون كذلك التلوث الناتج بكميات قليلة. وهذا يتطلب التنظيم، والحوافز، والأهم من ذلك كله، تنفيذ مبدأ جذري ومهم، ينص على أنه إلى جانب كل تطوير منتج وتسويقه، علينا إنشاء الآلية للقيام بجمعه وإعادة تدويره.

على المستوى الشخصي، يمكن لكل واحد منا المساهمة في تقليل إنتاج النفايات، من خلال تقليل الاستهلاك، واستخدام الأواني القابلة لإعادة الاستخدام، والفرز، وإعادة التدوير، ومنع هدر الطعام، وإنتاج السماد وغير ذلك.... أيضا، عندما نسير في أحضان الطبيعة، أو نقضي بعض الوقت على الشاطئ، فقط لا تتركوا القمامة خلفكم.

 أعدّت المقال: "زاڨيت" – وكالة الأنباء التابعة للجمعيّة الإسرائيلية لعلوم البيئة. 

 

 

heightقد يهمك ايضا