اغلاق
اغلاق
 

46% من الشبّان العرب يفكّرون بالدراسة في الخارج، فجوات جندريّة ملموسة في اتجاهات الدراسة الأكاديميّة

Wazcam, تم النشر 2024/10/30 15:47

استطلاع مشروع "روّاد" يكشف 

46% من الشبّان العرب يفكّرون بالدراسة في الخارج، فجوات جندريّة ملموسة في اتجاهات الدراسة الأكاديميّة.

"استمرار هذا الاتجاه من شأنه أن يُفضي إلى فُقدان رأسمال بشريّ ثمين للدولة" * 70% من الشابات يُخططن للدراسة في الأكاديميا في إسرائيل مقابل 57% من الشبّان * للوالدين وللبيئة الاجتماعيّة تأثير أقوى مما هو لجهاز التعليم على اختيار مسار الدراسة*

كشف استطلاع جديد في أوساط المشاركين في مشروع "روّاد" التابع لجمعيّة "ألوماة" صورة مركّبة للوضع بخصوص مستقبل الدراسة العليا في المجتمع العربيّ. تُشير النتائج إلى وجود فجوات جندريّة ملموسة وواضحة، وإلى التأثير القويّ للعائلة على الخيار الدراسيّ وإلى وجود ميل أكبر للدراسة في الخارج.

أجرى مشروع "روّاد" التابع لجمعيّة "ألوماة" الذي ينشط لتوسيع منالية الأكاديميا الإسرائيليّة للمجتمع العربي والدرزي والشركسي والبدوي، استطلاعًا شاملًا شارك فيه 1400 شابًا معظمهم من مواليد العام 2004، أي من خريجي صفوف الثاني عشر. كُرّس الاستطلاع الذي أُجري بإشراف نغم أبو حرفة سمارة، مديرة مشروع "روّاد"، ود. سلمان سويد نائب المديرة، بالتعاون مع باحثين في معهد أهرون للسياسات الاقتصاديّة في جامعة رايخمان، لمسح مواقف ومفاهيم المشاركين في المشروع واكتشاف العوامل المؤثّرة على قراراتهم بخصوص الدراسة الأكاديميّة، هذا العام بوجه خاص.

اتجاه الدراسة في الخارج

إحدى النتائج المُقلقة جدًّا التي كشف عنها الاستطلاع هو ميل الشبّان العرب ذوي الاحتمالات الكبيرة للانخراط في سوق العمل إلى الدراسة الأكاديميّة في الخارج. فقد قال 11% منهم أنهم ينوون الدراسة في الخارج، فيما قال 35% آخرون أنهم يدرسون هذه الإمكانيّة بجدّيّة. تمّ في هذا السياق الكشف عن فجوة جندريّة واضحة: 16% من الذكور يخطّطون للدراسة في الخارج، مقابل 9% فقط لدى الإناث.

وقد عبّرت نغم أبو حرفة سمارة مديرة مشروع "روّاد"، عن قلقها العميق حيال هذه المعطيات قائلة: "إن اتجاه الميل للدراسة الأكاديمية خارج البلاد هو بمثابة تراجع ملموس في الجهود لدمج شبّان عرب في الأكاديميا الإسرائيلية. استمرار هذا الاتجاه من شأنه أن يُعيدنا سنوات إلى الوراء وأن يُهدّد الإنجاز والتقدّم الذي أحرز في دمج المجتمع العربيّ في التعليم العالي في البلاد، وقد يُفضي إلى فقدان رأسمال بشريّ عالي الثمن بالنسبة للدولة".

فجوة جندريّة

كما كشف الاستطلاع، أيضًا، الفجوة الجندريّة في اتجاهات الدراسة الأكاديميّة في إسرائيل. ففي حين أعلن نحو 70% من الشابات نيتهن الدراسة الأكاديمية في إسرائيل، أعلن 57% فقط من الشبان نيتهم بذلك. كما أعلن نحو 40% من الشبّان أنهم لا ينوون الدراسة في البلاد أو أنهم لم يقرّروا بعد. "إننا نشهد إمكانية أن يتوجّه الكثير من الشبّان إلى آفاق سلبيّة بدل الأكاديميا"، تقول أبو حرفة سمارة، وتضيف "قد يكون في هذا تهديد لمستقبل المجتمع العربي في إسرائيل. فالرجال هم على الغالب المعيلون الأساسيون في العائلة، وإذا لم يتوجّهوا إلى الدراستة العليا، فإن الأمر سيؤثّر سلبًا على وضعهم الاقتصادي والاجتماعيّ على وضع المجتمع بأسره".

تأثير العائلة والبيئة الاجتماعيّة

كشف الاستطلاع أنه بالرغم من أن أكثر من 60% من أهالي المشاركين ليسوا أكاديميين (بين الآباء أكثر 27% هم ذوو ثقافة ابتدائيّة فقط)، فإن للأهالي (وللبيئة الاجتماعيّة، أيضًا) تأثيرًا كبيرًا جدًاّ على اتخاذ الجيل الشاب قراراته بخصوص دراسته الأكاديمية أكثر مما هو لجهاز التعليم والمدرسة. وأشار أكثر من 70% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن أهاليهم سيُساعدونهم في تمويل الدراسة. وقال نحو 44% فقط أن لأهاليهم معلومات ومعرفة كافية عن الأكاديميا.

"تأثير الأهالي على اختيار موضوع الدراسة هو كبير جدًّا"، قالت أبو حرفة ـ سمارة. "يعتقد الجيل الشاب أن الأهالي يفهمون عالم الأكاديميا بشكل أفضل من جهاز التعليم، هذا على الرغم من أن معظم المشاركين في الاستطلاع هم من الجيل الأول الذي يصل الأكاديميا. يؤكّد هذا المعطى الحاجة إلى رفع الوعي ومستوى المعرفة في أوساط الأهالي بخصوص إمكانيات الدراسة العليا والمهن المُتاحة هنا".

مهَن مطلوية وتحدّيات اقتصاديّة

يُستدلّ من الاستطلاع أن غالبية المشاركين معنيون بالدراسة في الجامعات مع تفضيل واضح لمواضيع الهندسة (40%)، الطب والمواضيع ما قبل ـ طبّيّة (17%)، العلوم الدقيقة (14%). إضافة إلى ذلك، أكثر من 41% من المشاركين أشاروا إلى أنهم يحتاجون إلى استشارة شخصيّة لغرض اتخاذ قراراتهم بخصوص مستقبلهم المهنيّ والأكاديميّ.

أشار 14% فقط من المشاركين في الاستطلاع، إلى أنهم سيؤجّلون دراستهم بسبب مصاعب ماليّة، هذا خلافًا للتوقّعات وعلى الرغم من المصاعب الاقتصاديّة لدى الكثيرين من المجتمع العربيّ. "إنها نتيجة مثيرة" ـ يقول د. سلمان سويد، نائب المديرة ومدير القسم الدرزيّ في مشروع "روّاد". على الرغم من التحدّي الذي يشكّله الوضع الاقتصادي في المجتمع العربيّ يبدو الشبان متفائلين بخصوص قدرتهم على تمويل دراستهم. من المهمّ أن نتذكّر أن الكثير من الأهالي يواجهون البطالة ووضعًا اقتصاديًّا صعبًا لا سيّما في سمالي البلاد".

"تؤكّد نتائج الاستطلاع الحاجة الماسّة إلى تحرك المنظومة ككلّ لتعزيز التعليم العالي في المجتمع العربيّ"، لخّصت أبو حرفة سمارة. "هناك حاجة إلى مرافقة واستشارة للشبان وإلى رفع مستوى الوعي في أوساط الأهالي وإلى تحسين منالية المعلومات بخصوص إمكانيات الدراسة في البلاد".

 

 

 

 

heightقد يهمك ايضا