مشروع "قدوة" لجمعية الروح الطيبة يحوّل وادي قانا في جلجولية الى حيز يعجّ بالنشاط خدمة لأبناء القرية

بعد ان حقق نجاحا لافتًا في مدينة سخنين قبل عدة أشهر، انطلق مؤخرا في قرية جلجولية في المثلث الجنوبي مشروع "قدوة" المنبثق عن "جمعية الروم الطيبة" من مجموعة "أريسون" وهو مشروع ريادي في المجتمع العربي يهدف الى تعزيز الحصانة المجتمعية للشباب والشابات في البلدات العربية.

"قدوة" هو مشروع مجتمعي تطوعي يسعى إلى تأهيل جيل جديد من القياديين والقياديات في المجتمع العربي وتمكينهم في بلداتهم من خلال بناء القدرات وتعزيز الانتماء والمسؤولية وروح التطوع. 

يرتكز المشروع على مجموعة من القيم الجوهرية مثل الاستدامة، والمشاركة المجتمعية، واستخدام الموارد المتاحة بطرق مبتكرة. كما تهدف إلى تعزيز شعور الانتماء، والمسؤولية وتعزيز القدرات الشخصية لدى المشاركين.

ويستند هذا المشروع الى إنشاء مركز مجتمعي جديد في جلجولية وتحديدا في منطقة وادي قانا بأيدي متطوعين من شباب وطلاب وبالغين حولوا مكانا عاديا الى بيئة ابداعية وذلك من خلال حافلتين قديمتين تم تحويلهما خلال اربعة ايام الى مساحات ملهمة تضم مكتبة ومقهى مجتمعي وزاوية فنون مميزة. وقد شمل المشروع ايضا زراعة نباتات وأزهار، اعمال طلاء وتزيين، وإضافة عناصر فنية ومقاعد جلوس، مما حول المكان بأكمله إلى مساحة نابضة بالحياة، بمساهمة الفنانين والمتطوعين المحليين من المدينة. إلى جانب بناء هذا الحيز الجماهيري، تم تأهيل شابات وشبان المدينة خضعوا لدورات ارشادية متنوعة في مواضيع عدة ليمرروها بطرقهم الخاصة الى جيل الشباب في ضائقة من المدينة والذي سوف يكون هذا الحيز بالنسبة لهم مكانا مميزا. 

ويعتمد مشروع "قدوة" المنبثق عن الروح الطيبة الى العديد من القيم الأساسية الهامة عدا عن التي ذكرت اعلاه، التي تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع العربي أهمها استخدام الأماكن العامة غير المستغلة وتسخيرها لصالح خدمة المواطنين من جهة، على ان يتم الاستعانة بكافة الأدوات والمستلزمات المطلوبة لتشييد هذه المساحة، مواد معادة التدوير بما في ذلك الحافلة وأدوات الزينة وغيرها من المستلزمات.

وتحدث مدير المجتمع العربي في جمعية الروح الطيبة هلال حاج يحيى مشيرا الى ان هذا المشروع الريادي الذي لاقى نجاحا باهرا في مدينة سخنين، يتألق هذه المرة ايضا في قرية جلجولية، من خلال تجند العشرات من المتطوعين من ابناء المدينة ومن طلاب المدارس والبالغين لإنشاء هذا الحيز الذي سيصب في نهاية المطاف في صالح الشبان من ابناء الشبيبة في المدينة، بمبادرة الروح الطيبة التي تسعى من خلال هذا المشروع الى استغلال المساحات غير المستغلة في البلدات العربية وهي مساحات كبيرة، لتخدم مصلحة ابنائنا من الشباب والشابات وتمكينهم وتطوير قدراتهم المجتمعية".

وأضاف حاج يحيى حول تفاصيل هذا المشروع الريادي وقال:" تهدف المبادرة إلى تزويد الشباب من المجتمع بأدوات من خلال تقديم التدريب المهني المكثف لهم، تدريبًا عمليًا ونظريًا في مجالات مختلفة، لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتقديم الدعم والتوجيه بشكل تطوعي مستمر ومنتظم للشباب الآخرين. ويشمل المشروع إنشاء مركز مجتمعي دائم بالشراكة مع شركة تجارية، ليكون بمثابة دفيئة يعمل هؤلاء الشباب خلالها على مساعدة وتوعية الشباب في أوقات الفراغ لبناء مجتمع قوي ومتماسك يكون الشباب قادرين فيه على تحقيق طموحاتهم وتطوير مجتمعاتهم، بالإضافة الى مكافحة الظواهر السلبية من خلال توفير بدائل إيجابية للشباب".

 وتحدث مدير المركز الجماهيري في جلجولية يوسف عبد الغافر عن التجاوب الكبير لهذا المشروع من قبل اهالي جلجولية وقال من خلال هذا المشروع أردنا ان نخصص مساحة تكون في خدمة جميع الأجيال والافراد الذين يواجهون تحديات معينة من شباب في ضائقة واولاد او شبان من ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه المساحة التي من شأنها ان تساهم في دمجهم في الحيز الاجتماعي العام في المدينة. مع العلم ان هذا المشروع سيكون مفتوحا للجميع ويتميز بكونه مكانا لتعزيز التأخي المحبة والعلاقات الودية. خلال شهر رمضان المبارك شهد الحيز فعاليات رمضانية مميزة وقريبا سيبدأ هذا الحيز عمله ونشاطه المعتاد لخدمة أبناء المدينة عامة. خصوصية الحيز تكمن في تواجده بين 3 مدارس، مما سيعزز من نشاطه التوعوي تجاه جمهور الطلاب عامة وجعله بيتا دافئا لهم ولسائر الجمعيات التطوعية في المدينة".