اغلاق
اغلاق
 

الحفل السنوي التقليدي لنوادي ليونز الناصره بمناسبة الأعياد الميلاديه

Wazcam, تم النشر 2025/12/21 10:39

في كل عام ومع اقتراب الأعياد الميلادية تعود نوادي ليونز الناصرة لتؤكد أن الفرح حين يقترن بالعطاء يتحول إلى رسالة إنسانية عميقة تتجاوز حدود الاحتفال العابر. وقد جاء الحفل السنوي هذا العام، والذي أقيم يوم أمس السبت، ليحمل طابعًا خاصًا، جامعًا بين بهجة العيد، ووفاء التقليد، واستمرارية الدور الاجتماعي الذي يقوم به النادي منذ تأسيسه عام 1989..

هذا التقليد السنوي العريق الذي شكّل على مدار عقود محطة مضيئة في روزنامة المدينة، انقطع قسرًا في السنوات الأخيرة أولًا بسبب جائحة الكورونا وما فرضته من قيود وعزلة ثم بسبب الحرب التي تلتها وألقت بثقلها على الحياة العامة. ومع عودة الحفل هذا العام بدا وكأن الناصرة تستعيد جزءًا من ذاكرتها الجماعية وتسترجع روح اللقاء والتكافل التي افتقدها الناس طويلًا.

وقد أُقيم الحفل هذا العام تحت رعاية كريمة من شركة كولومبيل، المسوق الرسمي لسيارات مرسيدس في البلاد، ممثَّلة بمدير المجتمع العربي في الشركة ومسؤل عن فروع الشركة في الشمال السيد حمودة إبراهيم، وهي رعاية عكست التقاء القطاع الاقتصادي مع العمل الأهلي والخيري ودعمت رسالة الحفل وأهدافه الإنسانية.

افتُتحت الأمسية بكلمات ترحيب وشكر ألقاها عريف الحفل الدكتور إلياس إسحاق الذي رحّب بالحضور وأشاد بداعمي الحفل وكل من ساهم في إنجاحه مؤكدًا على أهمية هذا اللقاء كجسر بين الفرح والعطاء. تلت ذلك كلمة لرئيس النادي السيد وليد حسن الذي استعرض مسيرة النادي وأكد على التزامه الثابت برسالته الإنسانية وخدمة مجتمع الناصرة رغم كل التحديات والظروف التي مرّت بها البلاد في السنوات الأخيرة.

وفي لفتة وفاء مؤثرة، قام باسم النادي كلٌّ من عضوَي النادي عميد نوادي ليونز إسرائيل الأسبق السيد مروان زئبق والعميد السابق السيد حسام سلمان بتكريم عضوين من مؤسسي النادي، عميد اسبق أسامة عليمي والدكتور إلياس إسحاق تقديرًا لعطائهما المتواصل ودورهما المحوري في وضع اللبنات الأولى لهذا الصرح التطوعي وترسيخ قيم الليونز القائمة على الخدمة، والالتزام والعمل من أجل الإنسان.

بعد ذلك، أضفت تراتيل العيد بعدًا روحيًا خاصًا على الأمسية، بصوت الفنان المبدع إلياس جوليانوس حيث تفاعل الحضور بالمشاركة والغناء في لحظات امتزجت فيها الموسيقى بالإيمان، والفرح بالرجاء، فغمرت القاعة أجواء دافئة تعكس جوهر الميلاد ومعانيه السامية.

ولقد سادت الحفل أجواء جميلة وحماسية استثنائية بلغت ذروتها مع انتصاف الليل، حين دخل بابا نويل وسط القاعة على أنغام موسيقى «ليلة عيد» وغيرها من أغاني العيد المحببة، ممثَّلًا بشخص الفنان القدير لطف نويصر الذي أضفى بحضوره وأدائه روحًا طفولية مبهجة وحالة من الفرح العفوي. عندها عجّت ساحة الرقص بالمشاركين من كبار وصغار في مشهد نابض بالحياة، اختلطت فيه الضحكات بالحركة وتلاشت الفوارق العمرية تحت راية الفرح المشترك. هذا يرتدي قبعة العيد، وتلك تمسك صفّارة، وآخرون يضعون نظارات مضيئة أو أطواقًا مضيئة على الرأس، وغيرها من أدوات العيد التي لوّنت المكان بالبهجة والحيوية وحوّلت اللحظة إلى لوحة احتفالية صادقة عبّرت عن روح الميلاد ومعانيه من فرح ومشاركة ومحبة.

وكما جرت العادة، لم يكن هذا الحفل مجرد مناسبة احتفالية بل محطة أساسية لجمع التبرعات إذ يُخصَّص ريعه لتقديم هبات ودعم لمؤسسات فاعلة في مدينة الناصرة، تشمل المستشفيات، ودور رعاية العجزة وذوي الإعاقة، والنوادي الرياضية، والحركات الكشفية، وغيرها من الأطر التي تقوم بدور حيوي في خدمة المجتمع. غير أن دور نادي الليونز لا يتوقف عند حدود الدعم المادي فحسب بل يتعداه إلى باقة واسعة من الفعاليات الاجتماعية، والثقافية، والترفيهية التي تهدف إلى تعزيز روح التضامن ونشر الوعي وإدخال الفرح إلى مختلف شرائح المجتمع من أطفال وشباب وكبار سن في مناسبات متعددة على مدار العام.

الأجواء التي سادت الحفل كانت جميلة ومفعمة بالود، بحضور مميز من شخصيات اجتماعية، وأصدقاء النادي، ومحبي العمل التطوعي، ما أضفى على الأمسية طابعًا عائليًا وإنسانيًا راقيًا. وقد كان لنجاح الحفل ثمرة جهود جماعية تستحق التقدير بدءًا من الشكر العميق للمعلنين والمتبرعين مرورًا بالقيمين على القاعة ووصولًا إلى الفرقة الموسيقية التي أسهمت في إنجاح السهرة وإغنائها فنيًا.

ويستحق شكر خاص عضوات النادي اللواتي تولّين تزيين القاعة بذوق رفيع وحرصن على شراء الهدايا التقليدية التي وُزعت على الحضور، مضيفات لمسة دفء وجمال تعكس روح العيد. كما لا يقل شأنًا جهد أعضاء النادي الذين عملوا على بيع بطاقات الدخول، وجمع الهدايا التي وُزعت كيانصيب على هذه البطاقات، في صورة صادقة للعمل التطوعي الجماعي.

هكذا جاء الحفل السنوي لنوادي ليونز الناصرة هذا العام: عودة لتقليد أصيل واحتفال بالميلاد وتجديد للعهد بأن يبقى العطاء نهجًا ثابتًا وأن تظل الناصرة بأهلها ومؤسساتها مدينةً قادرة على تحويل الفرح إلى رسالة واللقاء إلى فعل خير مهما تعاقبت الأزمات وتبدّلت الظروف.

ميلاد مجيد وسنه جديدة مليئة بكل الخير والسعادة وهداة البال وعقبال كل سنه ولسنين طويله انشالله.

 

د. الياس اسحاق

٢١ كانون الأول ٢٠٢٥

vital_signs قد يهمك ايضا