اغلاق
اغلاق

هل يتجسّس تطبيق "إنستغرام" على المستخدمين؟

Wazcam, تم النشر 2025/10/05 12:38
في محاولة لوقف الجدل المتصاعد حول خصوصية المستخدمين، نشر رئيس "إنستغرام" آدم موسيري، مقطع فيديو زعم فيه بشكل قاطع بأن التطبيق لا يستمع إلى محادثات المستخدمين عبر ميكروفونات هواتفهم، مؤكدًا أن هذه النظرية "من أكثر الشائعات انتشارًا، لكنها ببساطة غير صحيحة".
 
وأوضح موسيري أن التطبيق لا يفعّل الميكروفون إلا عند تسجيل مقطع فيديو أو استخدام ميزة الصوت، مضيفًا أنه لو كان التطبيق يستمع فعلاً إلى المستخدمين لظهرت النقطة الخضراء أعلى الشاشة، ولنفدت بطارية الهاتف بسرعة أكبر.
 
واعتبر أن ما يدفع الناس للاعتقاد بوجود تجسّس هو محض "مصادفات رقمية"، إذ قد يرى المستخدم إعلانًا عن منتج كان يتحدث عنه، لأن خوارزميات المنصة تستند إلى بيانات أخرى مثل سجلّ التصفح أو المحتوى الذي تفاعل معه المستخدم سابقاً.
 
وقال موسيري إن "إنستغرام" يتعاون مع المعلنين الذين يشاركون بيانات زوار مواقعهم، مما يسمح باستهداف الإعلانات بشكل أكثر دقة. وأضاف: "ربما رأيت الإعلان قبل أن تتحدث عنه ولم تنتبه. أحياناً تمرّ الإعلانات سريعاً وتؤثر فيك من دون وعي، ثم تظن لاحقًا أننا تجسّسنا عليك".
 
لكنّ كثيرين لم يقتنعوا بتبريرات موسيري. فقد امتلأت التعليقات تحت الفيديو بتعليقات ساخرة ومتشائمة، أبرزها ما كتبه أحد المستخدمين: "لسنا بحاجة لإثباتات، نعرف أنكم تتنصتون. أحيانًا أهمس بالقرب من هاتفي وأنتظر الإعلان لأتأكد".
 
 
وفي الوقت الذي يحاول فيه موسيري طمأنة الجمهور، يبدو أن شركة "ميتا" الأم تسير في اتجاه أكثر جرأة نحو جمع البيانات. فقد أعلنت الشركة أنها ستبدأ قريًاب باستخدام تفاعلات المستخدمين مع منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مثل روبوت الدردشة "ميتا إيه آي"، لتخصيص الإعلانات عبر تطبيقاتها المختلفة، بما في ذلك "إنستغرام" و"فيسبوك" و"واتساب".
 
ووفقاً لموقع "تيك كرانتش"، فإن سياسة الخصوصية الجديدة التي ستدخل حيّز التنفيذ في 16 ديسمبر/كانون الأول، ستسمح لـ"ميتا" بتحليل ما يقوله المستخدمون لروبوتات الذكاء الاصطناعي حول اهتماماتهم وأفكارهم وهواياتهم، بهدف تحسين دقة الإعلانات الموجهة إليهم.
 
ويرى خبراء في الخصوصية أن هذه الخطوة "تمثل تطورًا مقلقًا"، لأنها تنقل استهداف الإعلانات من مراقبة السلوك الخارجي إلى فهم النوايا والمشاعر الداخلية عبر المحادثات شبه الشخصية مع الذكاء الاصطناعي.
 
وبينما يصرّ موسيري على أن "إنستغرام لا يتنصّت"، فإن الحقيقة الأوسع تبدو أكثر تعقيدًا: فحتى من دون الميكروفون، بات الذكاء الاصطناعي يعرف ما نفكر فيه، أحيانًا قبل أن ننطق به.

vital_signs قد يهمك ايضا