اغلاق
اغلاق
 

للمرة الأولى: علماء يطورون أول فحص دم لتشخيص متلازمة التعب المزمن بدقة تفوق 90%

Wazcam, تم النشر 2025/10/09 12:41
أعلن فريق بحثي من جامعة إيست أنغليا البريطانية وشركة أوكسفورد بيو دايناميكس عن تطوير أول اختبار دم في العالم قادر على تشخيص متلازمة التعب المزمن (ME/CFS)، وهو مرض غامض طالما حيّر الأطباء لعدم وجود وسيلة فحص دقيقة له.
 
ويعاني المصابون بالمتلازمة من إرهاق شديد لا يزول بالراحة، إضافة إلى أعراض جسدية وعصبية تجعل حياتهم اليومية صعبة. وحتى الآن، كان التشخيص يعتمد فقط على الأعراض، ما يؤدي إلى تأخر أو خطأ في التشخيص لسنوات طويلة.
 
يقول البروفيسور ديمتري بشيزيتسكي، رئيس فريق البحث في كلية الطب بجامعة إيست أنغليا: "لطالما شعر المرضى بأنهم غير مصدقين أو يوصمون بأن الأمر نفسي. أردنا أن نثبت أن المرض حقيقي ويمكن تحديده بيولوجيا، وقد نجحنا في ذلك".
 
 
الفريق البحثي قام بتحليل عينات دم من 47 مصابا بالمتلازمة و61 شخصا سليما، ووجد نمطا فريدا في طريقة طي الحمض النووي (DNA) لدى المرضى، يختلف تماما عن الأشخاص الأصحاء. وبناء على هذه النتائج، طوّر العلماء اختبارا يعتمد على ما يُعرف بـ"العلامات الجينية اللاجينية" (epigenetic markers) التي تتغير خلال حياة الإنسان.
 
ونشرت الدراسة في مجلة الطب الانتقالي (Journal of Translational Medicine)، مشيرة إلى أن الاختبار حقق دقة حساسية بلغت 92%، ودقة نوعية بلغت 98%، وهي مستويات اعتبرها الباحثون "قفزة كبيرة" نحو تشخيص دقيق وسريع للحالة.
 
وقال الدكتور ألكسندر أكوليتشيف، المدير العلمي في شركة أوكسفورد بيو دايناميكس التي شاركت في التمويل: "متلازمة التعب المزمن ليست مرضا وراثيا، ولذلك كان الاعتماد على العلامات اللاجينية أمرا أساسيا للوصول إلى هذه الدقة العالية".
 
لكن بعض الخبراء المستقلين دعوا إلى الحذر قبل اعتماد الفحص سريريا. وأوضح الدكتور تشارلز شيبرد من جمعية ME البريطانية أن "النتائج واعدة، لكنها تحتاج إلى تأكيد من خلال دراسات أوسع تشمل مرضى في مراحل مختلفة من المرض، ومقارنة مع أمراض مزمنة أخرى تشبه أعراضها متلازمة التعب المزمن".
 
أما البروفيسور كريس بونتينغ من جامعة إدنبرة، فاعتبر أن بعض الادعاءات "سابقة لأوانها"، مضيفا أن الاختبار الجديد "بحاجة إلى دراسات مستقلة أكثر صرامة، وقد يكون مكلفا — ربما نحو ألف جنيه إسترليني للفحص الواحد".
 
ورغم هذه التحفظات، يرى الباحثون أن الاكتشاف يمثل أملا جديدا لملايين المرضى حول العالم الذين ظلوا يبحثون لسنوات عن إجابة طبية واضحة لمعاناتهم — وربما بداية طريق نحو علاج أكثر استهدافا لهذا المرض المعقد.

vital_signs قد يهمك ايضا